للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال الشيخ سليمان على حديث علي «انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى (١)» وفيه أن الدعوة إلى شهادة أن لا إله إلا الله؛ المراد بها الدعوة إلى الإخلاص بها، وترك الشرك، وإلا فاليهود يقولونها، ولم يفرق النبي - صلى الله عليه وسلم - في الدعوة إليها بينهم وبين من لا يقولها من مشركي العرب، فعلم أن المراد من هذه الكلمة هو اللفظ بها، واعتقاد معناها، والعمل به، وذلك هو معنى قوله: {قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} (٢)، وقوله: {قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ وَلَا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآبِ} (٣)، وذلك هو معنى قوله «ثم ادعهم إلى الإسلام» الذي هو الاستسلام لله تعالى، والانقياد له بفعل التوحيد، وترك الشرك.


(١) رواه البخاري: كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب علي بن أبي طالب ٧/ ٨٧ رقم ٣٧٠١، ومسلم ١٥/ ٢٥٤ رقم ٢٤٠٦.
(٢) سورة آل عمران الآية ٦٤
(٣) سورة الرعد الآية ٣٦