للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويقول القاضي عياض رحمه الله: «اختصاص عصمة المال والنفس بمن قال لا إله إلا الله تعبير عن الإجابة إلى الإيمان، وأن المراد بذلك مشركو العرب، وأهل الأوثان، ومن لا يوحد، وهم كانوا أول من دعي إلى الإسلام، وقوتل عليه، فأما غيرهم ممن يقر بالتوحيد، فلا يكتفى في عصمته بقوله لا إله إلا الله، إذ كان يقولها في كفره، وهي من اعتقاده، فلذلك جاء في الحديث الآخر: «وأني رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة (١)»

وقال النووي رحمه الله: ولا بد مع هذا من الإيمان بجميع ما جاء به رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، كما جاء في الرواية الأخرى «حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، ويؤمنوا بي، وبما جئت به (٢)»


(١) رواه مسلم ١/ ٢٩٣ رقم ٢٢.
(٢) الفواكه العذاب ٧٣، والدرر السنية ١٠/ ٣١٧، وتيسير العزيز الحميد ١٢١، وفتح المجيد ١٣٥، نقلا عن المنهاج شرح صحيح مسلم ١/ ٢٨٦.