للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولا ريب أن هذا وعيد شديد لأصحاب هذه البدع، بيد أن أنظار العلماء قد اختلفت في صحة ذلك عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أو لا، والذي يراه الشيخ عبد الله بن الإمام أنها لا تثبت

وعلى كل، فإن البدع مذمومة شرعا، واختلاف أهلها من الاختلاف المذموم، ومن ذلك بدعة الإرجاء، وأهلها من أهل الأهواء

وقد جاء ذمها على لسان السلف، فقد " أنكر السلف على من أخرج الأعمال عن الإيمان إنكارا شديدا، وممن أنكر ذلك على قائله، وجعله قولا محدثا سعيد بن جبير، وميمون بن مهران، وقتادة، وأيوب السجستاني، والنخعي، والزهري، ويحيى بن أبي كثير، وغيرهم.

وقال الثوري: رأي محدث أدركنا الناس على غيره.

وقال الأوزاعي: كان من مضى من السلف لا يعرفون الإيمان إلا العمل (١)

ومع هذا فإن الذم والتحذير من البدعة شيء، والحكم على قائلها بالكفر شيء آخر، ولذلك نجد الشيخ عبد الله بن الإمام يقول: " الذي عليه المحققون من العلماء أن أهل البدع، كالخوارج، والمرجئة، والقدرية، والرافضة، ونحوهم، لا يكفرون؛ وذلك لأن الكفر لا يكون


(١) انظر التوضيح ١٢٢، وراجع: جامع العلوم والحكم ١/ ١٠٤.