ثالثا: أن مخالفة المرجئة جرأت الجهلة على الدين، وصار من لا بصيرة له إذا علم بمقالتهم يحسب أنه من الذين يحسنون صنعا، فإنه من القائلين لا إله إلا الله، وبها حاز كمال الإيمان في زعمه، وما علم أن كلمة التوحيد لا بد لها من قيود ثقال لا ينجو قائلها إلا بتحقيقها.
رابعا: أن على أهل العلم دورا مهما في رد الناس إلى المعتقد الحق، ولو تعرضوا للبلاء، فإن العاقبة للمتقين.
خامسا: أن ما حرره علماء الدعوة من ردود على المرجئة لا يخرج عما جاء عن الأئمة المتقدمين، فهو يخرج من مشكاة واحدة.
سادسا: ثمت فرق بين الحكم على المقالة، والحكم على قائلها، فمع حصول الذم للمرجئة، والتحذير من بدعتها، فإن الحكم على أهلها مقيد بتوفر الشروط، وانتفاء الموانع.
سابعا: أن المقالات المبنية على أصول بدعية، تؤدي دائما إلى نتائج باطلة، ولوازم فاسدة تنادي بضعفها وبطلانها.
هذا وأسأل الله تعالى أن يتقبل هذا العمل، وأن يجعله خالصا لوجهه، وأن ينفع به، وبالله التوفيق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.