للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن الحكمة في الدعوة اختيار الوقت المناسب لعرضها واستغلال الفرص المناسبة والظروف المواتية لتبليغها، وتجنب الأوقات والأحوال التي لا تتهيأ النفوس فيها للاستماع والاستيعاب، ويدل على ذلك ما جاء في قوله تعالى عن موسى وفرعون والسحرة: {قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى} (١) فاختيار ضحوة ذلك اليوم الذي يجتمع فيه الناس في مكان مكشوف ليرى كل الناس المناظرة الحاسمة (٢) هو عين الحكمة وكانت نتيجة المواجهة الحكيمة بعد توفيق الله أن تحول السحرة الكفرة الفجرة إلى مؤمنين أتقياء بررة، ويدل على ذلك أيضا ما جاء في حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال: «كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يتخولنا بالموعظة في الأيام كراهة السآمة علينا (٣)» ومما يدل على ذلك أيضا ما ثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (حدث الناس كل جمعة مرة


(١) سورة طه الآية ٥٩
(٢) انظر: محاسن التأويل / القاسمي (بيروت: مؤسسة التاريخ العربي: ١٤١٥) ٥/ ١٠٥.
(٣) صحيح البخاري / كتاب العلم: باب ما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يتخولهم / ٦٦، وصحيح مسلم / كتاب صفة القيامة والجنة والنار: باب الاقتصاد في الموعظة / ٥٠٤٧.