للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكلما كانت الوسائل والأساليب الدعوية قوية ومناسبة كان تأثيرها أبلغ وأنفع، ولذلك لا بد من الاهتمام بها والعناية بمعرفتها وإتقان استخدامها.

وترتبط الوسائل والأساليب بالأهداف والغايات والمقاصد ارتباطا وثيقا، فكلما كانت الأهداف والغايات سليمة صحيحة، فالواجب أن تكون الوسائل والأساليب كذلك، ولذلك فنظرية الغاية تبرر الوسيلة نظرية مرفوضة في الرؤية الشرعية، فالإسلام يرفض هذه النظرية الفاسدة، ويوجب على الإنسان مشروعية الوسائل، فمن راعى مقاصد الشرع دون وسائله فقد أخذ ببعض الدين وترك الآخر، والله تعالى يقول: {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} (١)، ومخالفة الشرع في باب الوسائل كمخالفته في باب المقاصد، وقال الله تعالى: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (٢)، فقوله: {عَنْ أَمْرِهِ} (٣) عام، لأن النكرة المضافة تفيد العموم، فيشمل أمره في باب الوسائل، وفي باب المقاصد أيضا، والثابت عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يوصي المجاهدين بالوصايا الأخلاقية حتى مع الأعداء كنهيه عن


(١) سورة البقرة الآية ٨٥
(٢) سورة النور الآية ٦٣
(٣) سورة النور الآية ٦٣