للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الوسطية بالجنوح إلى التقصير.

والله ـ عز وجل ـ قد أمر بالتمسك بدينه، كما قال تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (١)، ويقول تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (٢) ففي الآيتين وجوب التمسك بما أمر الله ـ عز وجل ـ به وعدم التفريط في ذلك.

وكذا السنة جاءت بما جاء به الذكر الحكيم، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «دعوني ما تركتكم، إنما أهلك من كان قبلكم سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، فإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه، وإذا أمرتكم بأمر فائتوا منه ما استطعتم (٣)»

ومخالفة ذلك بالتفريط في هدي الكتاب والسنة جفاء منهي عنه، يقول الله ـ تعالى ـ: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} (٤).

ففي الآية الأمر بالتمسك بهدي الكتاب والسنة حتى يلقى الإنسان ربه وهو غير مفرط في حقه.


(١) سورة الأنعام الآية ١٥٣
(٢) سورة آل عمران الآية ٣١
(٣) أخرجه البخاري ٦/ ٢٦٥٨، كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة، باب الاقتداء بسنن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
(٤) سورة الحجر الآية ٩٩