بهدي الكتاب والسنة يجعلها في انسجام مع دينها ومحافظة على هويتها.
وقد كانت حياة المسلمين وشخصية الأمة المسلمة بارزة في عقيدتها وعباداتها وفي حياتها الاجتماعية، وفي نشاطها الاقتصادي، وفي الحكم والتقاضي وجميع تشريعاتها.
والفتوى من وراء ذلك تسدده وتؤيده، فمتى كانت الفتوى على وفق النهج الصحيح ملتزمة كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم جارية على سنن الاستنباط السليم على طريقة السلف الصالح كان لها الأثر الإيجابي في محافظة المجتمع الإسلامي على هويته، ولا زال العلماء الربانيون الملتزمون بالنهج القويم يسددون مسيرة الأمة ويصححون ما عسى أن يقع فيها من انحرافات تبعا لمنهج النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين وسائر صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد حذر الفقهاء من التساهل في الفتوى على غير سنن الشرع، وحذروا من المفتي الماجن الذي يفتي بهواه، وما ذلك إلا لضرر ذلك وخطره على الفرد والأمة، وكم في الأمة اليوم ممن يسعى بفتاواه الخارجة عن منهج الوسطية إلى إخراج الأمة من تميزها والتزامها بدينها علم ذلك أم لم يعلمه، كحال فتاوى الغلو ممن يكفرون مجتمعات المسلمين، أو ينشرون البدع فيها، أو كمن يجفو أو يفرط بفتواه خضوعا للواقع المنحرف وتبريرا للشعور بالنقص، كحال أصحاب فتاوى