ودرء المفاسد، بحيث يقف القارئ على هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - في مراعاته لجلب المصالح، ودفع المفاسد.
٣ - يتجلى في هذا البحث عناية العلماء بالاستنباط من السنة النبوية فيما يعود إلى قاعدة جلب المصالح ودفع المفاسد، وهذه الاستنباطات القيمة ترسخ ملكة الفهم لدى المتفقه في السنة؛ فتقوده إلى استنباط المزيد فيما يعود إلى هذه القاعدة وغيرها من خلال النصوص الحديثية الأخرى.
ومن المعلوم أن المصالح قد تتعارض مع مصالح أخرى أو مع مفاسد، والمفاسد قد تتعارض مع بعضها أو مع مصالح أخرى، وقد ظهر من خلال استقراء الاستنباط من النصوص الحديثية في «فتح الباري» أن الاستنباط من النصوص الحديثية فيما يرجع إلى هذه القاعدة يتفرع إلى أربع قواعد، وقد جعلت لكل قاعدة مبحثا، ثم أوردت تحت كل مبحث الأحاديث التي استنبط منها الحافظ ما يشهد لهذه القاعدة، مع بيان موضع الشاهد ووجه الاستنباط، وقد أثبت لفظ البخاري في الأحاديث المستشهد بها، والمباحث الأربعة هي كما يلي:
المبحث الأول: تحصل أعظم المصلحتين بترك أدناهما.
المبحث الثاني: تقديم المصلحة الراجحة على المفسدة الخفيفة.
المبحث الثالث: تقديم دفع المفسدة على جلب المصلحة.
المبحث الرابع: احتمال أخف المفسدتين بدفع أعظمهما.
وختمت البحث بخاتمة تتضمن أهم النتائج التي توصلت إليها، ثم