للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

«تقديم دفع المفسدة على جلب المصلحة»، فقال: «في الحديث: ترك بعض المصالح لخوف المفسدة» (١)

ووجه ما ذكره الحافظ – رحمه الله – ظاهر، وهو أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ترك مصلحة الصلاة بأصحابه في المسجد لخوف مفسدة، وهي خشية أن تفرض عليهم الصلاة بالليل فيعجزوا عنها.

قال القاضي عياض: «تركه عليه السلام الخروج والتجميع ليس بنسخ .... بل للعلة التي ذكرها من خشية الفريضة عليهم فيعجزوا عنها، لا سيما على القول إنها كانت عليه هو فريضة، فخشي عليه السلام إن داموا عليها أن تفرض عليهم رفقا بهم» (٢)

وقال النووي: «في الحديث: ترك بعض المصالح لخوف مفسدة أعظم من ذلك .... لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان رأى الصلاة في المسجد مصلحة لما ذكرناه، فلما عارضه خوف الافتراض عليهم تركه لعظم المفسدة التي تخاف من عجزهم وتركهم» (٣)


(١) فتح الباري (٣/ ١٤).
(٢) إكمال المعلم (٣/ ١١٤).
(٣) شرح النووي على مسلم (٦/ ٤١، ٦٩).