للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الباطنة، قال ابن الأثير، وابن منظور: «وحقيقته أنه لصورة الإنسان الباطنة، وهي نفسه وأوصافها ومعانيها المختصة بها، بمنزلة الخلق لصورته الظاهرة وأوصافها ومعانيها، ولهما أوصاف حسنة وقبيحة»

وفي الاصطلاح عرف الغزالي الخلق بأنه: «هيئة راسخة، عنها تصدر الأفعال بسهولة ويسر من غير حاجة إلى فكر وروية، فإن كانت الهيئة بحيث تصدر عنها الأفعال الجميلة المحمودة عقلا وشرعا سميت تلك الهيئة خلقا حسنا، وإن كان الصادر عنها الأفعال القبيحة سميت الهيئة التي هي المصدر خلقا سيئا» (١)

وقيل في تعريفه: «إنه صفة مستقرة في النفس - فطرية أو مكتسبة - ذات آثار في السلوك محمودة أو مذمومة» (٢)

وأما المنهج الخلقي فمقتضاه الأخذ بأصول الأخلاق والاستقامة عليها في النفس ومع الآخرين، وعدم الحيدة عنها في مختلف الأحوال والظروف.

ويتمثل المنهج الخلقي في التبليغ والبيان في الأخذ بالمثل والفضائل التي تزكو بها النفس، وتتهذب بها الأخلاق، فيعيش المسلم في كنفها نقي السريرة، سليم الصدر، محبا للخير، باذلا للمعروف، ينصر الحق، وينشر الفضائل، ويغار على الحرمات.


(١) الغزالي: إحياء علوم الدين (٣/ ٥٣).
(٢) عبد الرحمن حبنكة الميداني: الأخلاق الإسلامية وأسسها (١/ ٧)، دار القلم، دمشق ط١ سنة ١٣٩٩هـ.