للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والسلام: «عليكم بالصدق؛ فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا، وإياكم والكذب؛ فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا (١)»

والصدق دليل الاستقامة وعنوان الفلاح، ومتى عرف المرء بالصدق وثق الناس بقوله، وانتفعوا بنصحه، وارتفع بينهم قدره.

وأما الإخلاص فحقيقته أن يعمل الإنسان العمل لا يريد به إلا وجه الله، ولا ينتظر من غيره جزاء ولا شكورا

والإخلاص شرط لقبول الأعمال وترتب الثواب عليها، «فالأعمال الصالحة كلها إذا وقعت من المرائين فهي باطلة لفقدها الإخلاص الذي لا يكون العمل صالحا إلا به» (٢) قال تعالى: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} (٣)، قال


(١) أخرجه البخاري ومسلم، البخاري في الأدب، باب قول الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) رقم (٦٠٩٤)، ومسلم في البر والصلة، باب قبح الكذب، وحسن الصدق وفعله، رقم (٢٦٠٦، ٢٦٠٧).
(٢) ابن سعدي، القواعد والأصول الجامعة ص٢٨.
(٣) سورة الكهف الآية ١١٠