للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال بكر بن عبد الله المزني: «ما فاق أبو بكر – رضي الله عنه – أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بصوم ولا بصلاة، ولكن بشيء كان في قلبه». قال: «الذي في قلبه الحب لله عز وجل، والنصيحة في خلقه» (١)

والنصح للخلق متى اقترن به كمال العلم، وكمال البيان، فإن الدعوة والتبليغ يقعان على أتم وجه وأكمله.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -: «وأما الأمور الإلهية، والمعارف الدينية فالرسول أعلم الخلق بها، وأرغبهم في تعريف الخلق بها، وأقدرهم على بيانها وتعريفها، فهو فوق كل أحد في العلم والقدرة والإرادة، وهذه الثلاثة بها يتم المقصود، ومن سوى الرسول إما أن يكون في علمه بها نقص أو فساد، وإما ألا تكون له إرادة فيما علمه من ذلك، فلم يبينه إما لرغبة وإما لرهبة، وإما لغرض آخر، وإما أن يكون بيانه ناقصا ليس بيانه البيان عما عرفه الجنان» (٢)

ومن ينظر في تراث الشيخ ابن باز – رحمه الله – ويتعرف على سيرته، يجد عنايته التامة بقاعدة النصيحة، وحرصه الشديد على القيام بهذه الفريضة العظيمة، حيث أمضى عامة عمره في التعليم والإفتاء، والتأليف، والدعوة إلى الله، ونشر محاسن الدين، والذب عنه، إلى غير ذلك من أعمال الخير والبر.


(١) ابن رجب، جامع العلوم والحكم ص٧١.
(٢) مجموع الفتاوى (١٣/ ١٣٦).