للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

التنقيص للدعاة إلى الحق، وتثبيط عزائمهم، وتشجيع أهل الفسق ضدهم، في وقت تكاتف فيه دعاة الباطل والمذاهب الهدامة على نشر باطلهم وإعلان مذاهبهم» (١)

وإذا كان قد يقع من طلبة العلم أو الدعاة أخطاء، أو اجتهادات لا يوافقون عليها، فإن: «الواجب على المسلم حمل أحوال إخوانه على أحسن المحامل، وعلاج ما قد يقع من الخطأ بالطرق الشرعية التي تبني ولا تهدم، وتشجع الحق ولا تخذله، وتنصر الحق وتدمغ الباطل، لا أن يظن بهم السوء، ويشجع على إماتة دعوتهم، وتشويه سمعتهم، وتشجيع أهل الباطل ضدهم، وتحريض ولاة الأمر على إيقاف حركتهم» (٢)

ولا ينسى – رحمه الله – هؤلاء المخالفين لأمر الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - من النصيحة، فيقول: «فالذي أنصح به هؤلاء الإخوة الذين وقعوا في أعراض الدعاة ونالوا منهم أن يتوبوا إلى الله تعالى مما كتبته أيديهم، أو تلفظت به ألسنتهم مما كان سببا في إفساد قلوب بعض الشباب وشحنهم بالأحقاد والضغائن، وشغلهم عن طلب العلم النافع، وعن الدعوة إلى الله بالقيل والقال، والكلام عن فلان وفلان، والبحث عما يعتبرونه أخطاء للآخرين وتصيدها، وتكلف ذلك.

كما أنصحهم أن يكفروا عما فعلوا بكتابة أو غيرها مما يبرؤون فيه


(١) مجموع فتاوى ومقالات متنوعة (٣/ ٢١٤)، وانظر: (٧/ ٣١٦ – ٣١٩).
(٢) المرجع السابق (٣/ ٢١٥)، وانظر: (٧/ ٣١٨).