أهل النار فيقولون: يا فلان ما لك؟ ألم تكن تأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر؟ فيقول: بلى، قد كنت آمر بالمعروف ولا آتيه، وأنهى عن المنكر وآتيه (١)»
وتتجسد الأسوة الحسنة في حياة الأمة المسلمة بعلمائها العاملين، الذين يخشون الله، ويبلغون رسالته، وينصرون دينه، ويجاهدون في سبيله، ويصبرون على الأذى رجاء ثوابه.
ولقد كان الشيخ ابن باز – رحمه الله – من العلماء الربانيين الذين يقومون بمسؤولياتهم، وينهضون بما استحفظوا من الدين، وما أوتوا من العلم؛ ينظر في أحوال الناس، ويتحسس عقائدهم وعباداتهم وأخلاقهم، ويحيي بينهم السنن، ويحذر من البدع، ويجتهد في التبليغ، مع الرفق في الخطاب، واللين في الإرشاد، يدعو إلى الخير ويسارع إليه، ويحذر من الشر ويتباعد عنه، ويعين على الحق، وينصح للخلق، مع تحري السنة، والاجتهاد في العبادة، والاستقامة على مكارم الأخلاق، داعيا بفعله، ومربيا وهاديا بسلوكه وسمته.
فكان – بحق – إماما يقتدى به، وعلما يهتدي به من وراءه.
(١) أخرجه مسلم، في الزهد، باب عقوبة من يأمر بالمعروف ولا يفعله (٧٤٠٨).