للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال البغوي: {بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ} ينكرون التوحيد مع إقرارهم أنه الخالق لهذه الأشياء " (١)

وقال ابن الجوزي: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ} يعني كفار مكة، وكانوا يقرون بأنه الخالق والرازق، وإنما أمره أن يقول {الْحَمْدُ لِلَّهِ} على إقرارهم؛ لأن ذلك يلزمهم الحجة، فيوجب عليهم {بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ} توحيد الله مع إقرارهم بأنه الخالق، والمراد بالأكثر: الجميع " (٢)

وقال القرطبي: {لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} أي فإذا أقررتم بذلك فلم تشركون به، وتنكرون الإعادة؟ " (٣)

وقال ابن كثير في تفسير هذه الآية: " يقول تعالى مقررًا أنه لا إله إلا هو، لأن المشركين الذين يعبدون معه غيره معترفون بأنه المستقل بخلق السماوات والأرض والشمس والقمر وتسخير الليل والنهار، وأنه الخالق الرازق لعباده، ومقدر آجالهم واختلافها واختلاف أرزاقهم، فإذا كان الأمر كذلك فلم يُعْبد غيره؟ ولم يُتَوكَّل على غيره؟ فكما أنه الواحد في ملكه؛ فليكن الواحد في عبادته. وكثيرًا ما يقرر


(١) تفسير البغوي (٦/ ٢٥٥). ') ">
(٢) زاد المسير في علم التفسير لابن الجوزي (٦/ ٢٨٣). ') ">
(٣) الجامع لأحكام القرآن (١٣/ ٣٦١). ') ">