للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

" وهذه حجة باطلة، فإنها لو كانت حقًّا، ما عاقب الله الذين من قبلهم، حيث أشركوا به فعاقبهم أشد العقاب، فلو كان يحب ذلك منهم لما عذبهم، وليس قصدهم بذلك إلا رد الحق الذي جاءت به الرسل، وإلا فعندهم علم أنه لا حجة لهم على الله، فإن الله أمرهم ونهاهم ومكنهم من القيام بما كلفهم وجعل لهم قوة ومشيئة تصدر عنها أفعالهم، فاحتجاجهم بالقضاء والقدر من أبطل الباطل "

والمقصود بيان اعتقادهم بربوبية الله لأن إثباتهم لمشيئته دليلٌ على إقرارهم بالربوبية.

ومثل هذا قوله تعالى: {سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلا آبَاؤُنَا وَلا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلا تَخْرُصُونَ}.

ففي هذه الآيات الدليل الصريح الواضح على إثباتهم مشيئة الله عز وجل وفي هذا الإقرار بالربوبية.