للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حصوله، وإذا ما طال به العمر وكبر في السن رجلاً كان أو امرأة ولم يتحقق له ذلك اشتد قنوطه وزاد يأسه، وفي قوله تعالى: {قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُنْ مِنَ الْقَانِطِينَ (٥٥) قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلا الضَّالُّونَ} ما يدل على أن ذلك مظنة القنوط (١) قال ابن جرير رحمه الله، في معنى الآية: " بشرناك بحق يقين وعلم منا بأن الله قد وهب لك غلامًا عليمًا، فلا تكن من الذين يقنطون – من فضل الله فييأسون منه، ولكن أبشر بما بشرناك به واقبل البشرى " (٢).

٧ – تعدد النكبات على أمة الإسلام، وتسلط الأعداء، واستعلاء الكفار، وانتصارهم على المسلمين في زمن من الأزمنة يقود بعض الناس إلى القنوط من نصر الله تعالى لأوليائه وحزبه، وأن هذا لن يتحقق في الدنيا، ويحمل ما جاء من وعد الله عز وجل بذلك على أمر الآخرة، وقد وصف شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، حصول هذا الأمر عند بعض الناس أبلغ وصف فقال: " الإنسان قد يسمع ويرى ما يصيب كثيرًا من أهل الإيمان والإسلام في الدنيا من المصائب، وما يصيب


(١) ينظر: تفسير آيات من القرآن الكريم لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب ص ١٩٢. ') ">
(٢) ينظر جامع البيان ١٤/ ٤٠. ') ">