الحق وأنا مغلوب، وإذا ذكّره [إنسان] بما وعده الله من حسن العاقبة للمتقين قال: هذا في الآخرة فقط، وإذا قيل له: كيف يفعل الله – تعالى – بأوليائه مثل هذه الأمور؟ قال: يفعل ما يشاء، وربما قال بقلبه أو لسانه، أو كان حاله يقتضي أن هذا نوع من الظلم، وربما ذكر قول بعضهم: ما على الخلق أضر من الخالق، لكن يقول: يفعل الله ما يشاء. وإذا ذكّر برحمة الله وحكمته لم يقل إلا أنه يفعل ما يشاء، فلا يعتقدون أن صاحب الحق والتقوى منصور ومؤيد، بل يعتقدون أن الله يفعل ما يشاء " (١).
٨. زادت ظاهرة النيل من ديننا ونبينا محمد، في العصور المتأخرة سواء كان ذلك من الكفار أو المنافقين؛ فقام بعض الغيورين بمواجهة هذا النيل بالسبل المتاحة، والطرق المستطاعة عملاً بقوله تعالى:{فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ}، وقوله سبحانه وتعالى:{لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا} فزعم
(١) جامع الرسائل ٢/ ٣٢٤ – ٣٢٥، وينظر: إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان لابن القيم ٢/ ١٧٦ – ١٧٧ فقد ساق الكلام بنصّه.