للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تعد هذه الآية من الآيات المعضلة عند كثير من المفسرين:

قال أبو بكر بن العربي: " هذه الآية من مشكلات القرآن ... ولهذا أخذ العلماء فيها مآخذ متباينة " اهـ (١).

وقال الشنقيطي: " هذه الآية من أصعب الآيات تحقيقًا " اهـ (٢).

وإشكالها يكمن في وجهين:

أولهما: أنها جاءت بصيغة الخبر، قال ابن العربي: " ذلك أن الله أخبر أن الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة، والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك، ونحن نرى أن الزاني ينكح العفيفة، ونرى الزانية ينكحها العفيف، فكيف يوجد خلاف ما أخبر الله به عنه؟ " اهـ (٣) (٤).

والجواب عنه من وجهين:

الوجه الأول: " أن اللفظ وإن كان عامًّا لكن المراد منه الأعم


(١) أحكام القرآن (٣/ ١٣٢٩)، وابن العربي: أبو بكر محمد بن عبد الله الأندلسي من فقهاء المالكية ومن علماء الأندلس، توفي سنة (٥٤٣ هـ)، انظر: طبقات المفسرين للسيوطي ص ٩٠، طبقات المفسرين للداودي (٢/ ١٦٧).
(٢) أضواء البيان (٦/ ٨١)، والشنقيطي: محمد الأمين بن محمد المختار، من علماء شنقيط، قدم السعودية للحج ثم استقر بها، توفي سنه (١٣٩٣ هـ)، انظر: مشاهير علماء نجد لعبد الرحمن آل الشيخ ص ٥١٧، معجم المفسرين لعادل نويهض (٢/ ٤٩٦).
(٣) أحكام القرآن (٣/ ١٣٢٩)، بتصرف يسير.
(٤) أحكام القرآن (٣/ ١٣٢٩)، بتصرف يسير. ') ">