للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حتى يتبينوا في أقوالهم وأفعالهم، حذر المولى عز وجل عباده من الشيطان ووسوسته وخطراته التي توقع الفاحشة بعد التحذير من ظون السوء ومحبة شيوع الفاحشة؛ لأن الشيطان سبب كل فاحشة ومنكر (١) (٢)

والمراد بالشيطان إبليس وجنوده من الجن والإنس، واتِّباع خطواته اقتفاء أثره والسير في ركابه لينقله من معصية إلى أخرى، مأخوذ من نقل القدم بالخطو من مكان إلى مكان.

والتعبير بالخطوات يفيد أن الشيطان يستدرج النفوس الضعيفة وراءه خطوة ويزين لها الوقوع في الفواحش (٣)

وفي قوله تعالى: {وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ}، وضع الظاهر موضع المضمر، حيث لم يقل: ومن يتبعها أو ومن يتبع خطواته وذلك لزيادة التقرير والمبالغة في التنفير والتحذير، وقوله: {فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ}، تعليل لجزاء الشرط، كأنه قيل: فقد ارتكب الفحشاء والمنكر لأن دأبه المستمر أن يأمر بهما، فمن اتبع خطواته فقد امتثل أمره (٤)

والفحشاء ما تستفحشه العقول والشرائع من الذنوب العظيمة،


(١) انظر: التحرير والتنوير (١٨/ ١٨٦).
(٢) انظر: التحرير والتنوير (١٨/ ١٨٦). ') ">
(٣) انظر: جامع البيان (٢/ ٤٦). ') ">
(٤) انظر: إرشاد العقل السليم (٤/ ١٠٣)، تيسير الكريم الرحمن (ص٥٦٣). ') ">