للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الخُمُر مما يحرك أعصاب الرجال ويهيج شهواتهم ويلفت الأنظار عن طريق السمع أو الخيال، ويجعل من يسمع ذلك يسيء الظن بأنها من أهل الفسوق والفساد، وهذا كله يدعو إلى الفتنة والإغراء، وهو وسيلة إلى الوقوع في الفاحشة، فالآية تنهى عن كل ما من شأنه أن يثير المشاعر والغرائز، ويؤجج الفتن ويحرك الشهوات، وهو يعتبر نوعًا من التبرج وإبداء الزينة، مثل الضرب بالأرجل المشتملة على الخلاخل، وتحريك الأيدي بالأساور، والقرع بالحذاء لإحداث خشخشة، ولذلك قال بعض أهل العلم: سماع صوت ذي الزينة أشد تحريكًا للشهوة من إبدائها (١) (٢) ويدخل في هذا الأمر الخضوع بالقول والتكسر والتميع بالصوت والضحك الناعم؛ لأنه إذا منعت من أن تضرب برجلها على الأرض حتى لا يسمع صوت الحلي ونحوه فتتحرك الشهوة في قلوب بعض الرجال فإن المنع عن الخضوع بالقول والتميع في الكلام أشد وأبلغ وقد قال تعالى: {فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلا مَعْرُوفًا}.

ومن هذا النوع التطيب ووضع الروائح النفاذة مما يثير الحواس؛ ففي الحديث: «والمرأة إذا استعطرت فمرت بالمجلس


(١) انظر: معاني القرآن وإعرابه للزجاج (٤/ ٤٠).
(٢) انظر: معاني القرآن وإعرابه للزجاج (٤/ ٤٠). ') ">