للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العبيد والإماء، بأن يكون صالحًا في دينه وخلقه، وصالحًا للزواج قادرًا على تحمل أعبائه (١)

والتقييد بهذا الوصف إشارة إلى قيمة التقوى والصلاح (واعتباره في الأرقاء لأن من لا صلاح له منهم بمعزل من أن يكون خليقًا بأن يعتني مولاه بشأنه ويشفق عليه ويتكلف في نظم مصالحه بما لا بد منه شرعًا وعادة من بذل المال والمنافع، بل ربما يحصل له ضرر منه بتزويجه فحقه أن يستبقيه عنده) (٢)

وبعد ما حث عز وجل على النكاح وعد الراغبين فيه بالغنى، وأوضح أنه لا ينبغي أن يكون الفقر عائقًا عن الإقدام على الزواج فقال: {إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ}، فمن سلك طريق الزواج وقصد إعفاف نفسه فإن الله تكفل له أن يكفيه مؤنته ويوسع عليه وييسر له أسباب الرزق، ولذا ختمت الآية بقوله: {وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}، أي: واسع كثير الخير والعطاء، عليم بمن يستحق الغنى

وإنما حض عز وجل على النكاح ورغب فيه وأمر كل فردٍ حرًا كان أو عبدًا، ذكرًا كان أو أنثى ليتطهر المجتمع من كل رذيلة ويسلم من شيوع الفاحشة ويقضى على الفساد والانحلال والفجور، وليكون


(١) انظر: المفردات (ص ٣٠)، وانظر: تيسير الكريم الرحمن (ص ٥٦٧). ') ">
(٢) روح المعاني (١٨/ ١٤٨). ') ">