فجاء منهم دور آخر في الحرب على الإسلام، وشرع الله إذ أقدم (فردينالد القشتالي) وزوجته (أيزابيلا) على إحراق تلال من الكتب، في ميدان كبير وقالوا: بحقدهم على المسلمين: لقد محونا آثار الإسلام، ثم بدأت ملاحقة المسلمين لينصّروهم، بالقوة إلاّ أن المسلمين ثبتوا على دينهم أكثر من (١٠٠) مائة عام يتخفّون بعباداتهم وطهارتهم، واحتشام النساء مع الاستقرار في البيوت، وبحمد لله فإن الإسلام بدأ ينتشر في ديار الأندلس سابقًا، وتحتجب نساؤهم، ولما وجد أعداء دين الله، أن المسلمين متمسكون بدينهم مع احتشام المرأة المسلمة، التي هي مفتاح الباب الذي يريدون الولوج معه، سعوا جاهدين في مباعدة المرأة عن الحجاب والتستر والاحتشام، وبث الفكر والشبهات في الطلبة والطالبات، الذي قدموا للعلم في جامعاتهم، حتى حمل هذا الشعار بعض الدّفعات ممن درسوا في أوروبا، بعدما بهرتهم مظاهر الحضارة الغربية.
وهذا البعض في ديار الإسلام، لم تظهر آثارهم السيئة إلا بعدما امتلأت قلوبهم، محبة وإعجابًا بأولئك القوم، فأحبّوا تقليدهم: رجالاً ونساءً، ومع الإعجاب: التقليد وأخذ الفكر الذي عندهم بدون علم أو روية.
ومطلب المخالفين لدين الإسلام، حسدًا من عند أنفسهم، غزوا به أدمغة أفراد، ممن خفّ الوازع الإيماني من قلوبهم، وهم من