للمرأة، وتسد الباب على منافذ الشر والمسار المؤدية إليه، ومعلوم بالنص الشرعي من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:«إن الشيطان يجري من أحدكم مجرى الدم»(١).
وأن له أعوانًا يمهّدون الطريق، فكان من الواجب محاربته، والتّصدي له بذكر الله والدعاء، في محاربته وعداوته، وقد أخذ على نفسه عهدًا بقوله لله سبحانه، بأن يضل عباده، ويصدهم عن ذكر الله وعن الصلاة، وإن من شكر الله على نعمة الهداية للإسلام، وفينا كتاب الله الكريم:{إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا}.
فكان يتلمس أماكن الضعف، ويتحيّن المنافذ بدون كلل ولا ملل، يبحث عن القلوب الهشّة، ويلاحق ضعيف الإيمان، ليجد بغيته مع الشهوات وما يبعد عن أمر الله وطاعته، يقول سبحانه على لسانه: {قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (٨٢) إِلا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ}، وفي آية أخرى يعبر عدو الله، وعدو بني آدم عن طرقه قال تعالى: {قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (١٦) ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ}.
(١) جامع الأصول لابن الأثير (٧/ ٣٨٣)، عن أنس بن مالك.