وفي هذا حسم لدابر الآثار المترتبة على مداخل الشر، إذ مع ترك الحجاب: يحصل الحديث والتقرب، شيئًا فشيئًا وينتزع الحياء، وتكون الغلبة للشيطان، بالإغواء والشاعر قد فتح هذا الباب بقوله:
نظرة فابتسامة ... فموعد فلقاء
فتعاليم شرع الله حامية للمرأة، وآداب دين الله الحق، صائنة لها عن الفضوليين الذين يريدون بها شرًّا، ومداخل الشر وتزيين الشيطان لا يتم إلا بسبب التبذل، وخلع شعار الاحتشام والوقار، المتمثل في الحجاب الشرعي، الذي فرضه الله سبحانه العالم بخلقه، وما يصلح أحوال الناس، وبما تصلح مجتمعاتهم به.
٣ – وتأتي آية أخرى في سورة النور، لتؤكد آدابًا إذا طُبّقت باعدت عن الريبة، وترفع من مكانة المجتمع الحريص عليها، يقول سبحانه: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (٣٠) وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ}.
ففي هاتين الآيتين ينظم الله سبحانه، من الآداب ما يرفع مكانة المرأة المسلمة ويبعد عنها نوازع النفس، ووساوس الشيطان، بتحريك مكامن العفة، والاحتشام والحياء لدى المرأة، وبتحريك مؤثرات الغيرة عند الرجل وذلك في: