للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

للنساء، بل تعده: أسرًا وقيدًا لهن .. ولذا سنبين جوابًا في حِكْمَتين فقط، من بين حِكَمٍ غريزية دالّة على كون هذا الحكم القرآني، تقتضيه فطرة النساء، وخلافه غير فطريّ.

الحكمة الأولى: أن الاحتشام والتستر أمر فطري تقتضيه فطرتهن، لأنّ النساء بصفة عامة خُلِقْنَ على الرقة والضعف، فيجدن في أنفسهن حاجة إلى رجل، يقوم بحمايتهن وحماية أولادهن، الذين يؤثرون على أنفسهم، فهن مسوقات فطريًّا نحو تحبيب أنفسهن للآخرين، وعدم جلب نفرتهم، وتجنب جفائهم واستثقالهم.

ثم إنّ ما يقرب من سبعة أعشار النساء: إما متقدمات في السن، أو دميمات لا يرغبن في إظهار شينهن، أو دمامتهن، أو أنهن يحملن غيرة شديدة في ذواتهن، يخشين أن تفضّل عليهن ذوات الحسن والجمال، أو أنهن يتوجّسن خيفة من التجاوز عليهن، ويعرضهنّ للتّهم.

فهؤلاء يرغبن فطرة في التحفظ والتستر، حذرًا من التعرض والتجاوز عليهن، وتجنبًا من أن يكُنّ موضع تهمة في نظر أزواجهن، بل نجد أن المسنّات أحرص على التستر من غيرهن.

وربما لا تتجاوز الاثنتين أو الثلاث، من كل عشرٍ من النساء: هنّ شابات وحسناوات، لا يخجلن من إبراز حسنهن، ولا يتضايقن من إبداء مفاتنهن، وهؤلاء لسن بحجة إذ من المعلوم أن الإنسان يتضايق من نظرات من لا يحبه، وحتى لو فرضنا أن حسناء جميلة