فإزاء هذا لا بُد للمرأة أيضًا أن تخص زوجها وحده، بجمالها ومفاتنها وتقصر محبتها به، كما هو مقتضى الإنسانية، وإلا ستفتقد الكثير، ولا تكسب إلا القليل، ولذا جاء في الأثر:«إن الزوجين إذا دخلا الجنة تكون المرأة لزوجها الأول في الدنيا»(١) فمن حرصها على هذه الكرامة ستأخذ بالأسباب: عفافًا وحجابًا، ثم إن ما هو مطلوب شرعًا: أن الزوج كفؤ للمرأة.
وهذا يعني ملائمة الواحد للآخر ومماثلتهما وأهم ما في الكفاءة هذه هي: كفاءة الدين كما هو معلوم، فما أسعد ذلك الزوج الذي يلاحظ تديّن زوجته، ومحافظتها على شرائع الله والحجاب، ويقوم بتقليدها ليصبح ذا دين، فلا يفقد صاحبته الوفية، وكم هي محظوظة، تلك المرأة التي تلاحظ تدين زوجها، وتخشى أن تفرّط برفيق حياتها الأمين: في حياة خالدة فتتمسك بالإيمان والتقوى، علاوة على ما تحفل به من أجرٍ عند الله، وحسنات تسجل لها، كما رغّب في هذا العمل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا من الفطرة الحسنة، والويل كل الويل لذلك الرجل الذي ينغمس، على سفاهة تفقده الزوجة الطيبة الصالحة، ويا لتعاسة تلك المرأة التي لا تقلد زوجها التّقي الورع، فتخسر رفيقها الكريم الأبدي السعيد، والويل والثبور لذينك الزوجين
(١) رواه الإمام أحمد من حديث سمرة بن جندب (٥/ ١١)، ونصه (إذا أنكحت المرأة زوجين فهي للأول منهما).