وقد أحدثت الصحوة الإسلامية منذ أكثر من عقدٍ زمني، حملة مكثفة ضد المرأة المسلمة وحجابها، بل صرحوا في بعض المؤتمرات والندوات والتوصيات والإعلام بأنواعه، عن الهدف المخفي بالدعوة لانفلات المرأة، المسلمة والعُريّ والفسق، وزواج المثل .. وغيرها من أمور يندى لها الجبين، ومفتاح ذلك الباب هو خلع الحجاب، والحشمة والوقار، ونزع الحياء من المرأة، لأن ما بعد ذلك يأتي تباعًا.
وبعد هذا الاستعراض فإن بعض العلماء يرون الالتزام في دلالة الاحتجاب للمرأة بتغطية الوجه واليدين، والبعض الآخر لا يرى هذا، فإن لكل استدلاله ولا شك أن الكل يبحثون عن المقاصد الشرعية في الحكم، وكثير منهم نصوا على أمن الفتنة والضرر، وأميل وفق هذا مع الرأي الذي بان لي أكثر من أخذ به من العلماء، وهو أن تغطية الوجه، الذي هو مجمع المحاسن، ومناط المعرفة والإعجاب، بالحرص على تغطيته سدًّا لباب الفتنة والضرر على المرأة بالإيذاء ومن باب الورع.
نسأل الله أن يعين النساء المسلمات على تخطّي هذه العقبة، وأن يوفق العلماء والقادة بالوقوف إلى جانبهن، للتصدي للتيارات الزاحفة: إعلاميًّا وثقافيًّا وتوجيهًا، قبل هيجان ذلك التيار، معتصمين بحبل الله المتين، ومن اعتصم بالله هُدي إلى الطريق الأقوم، ومن توكل عليه حقًّا كفاه؛ وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.