المخاطر التي تهدد كيان هذا الوطن الغالي، وثوابته الدينية، ومصالحه العليا، وما يواجه هذا الوطن من أزمات وتحديات.
ولما كانت الكلمة سلاحًا ذا حدين، وهي من أبرز الوسائل التي يمكن أن تتخذ لإحداث الخلل في بنيان المجتمع الواحد، وخلق الفوضى، وبث الفرقة والخلاف بين أبناء الوطن، وزعزعة إيمان المواطن المسلم بمسلماته العقدية والفكرية والأخلاقية، وإضعاف مكانة أولي الأمر في نفوسهم، من الولاة السياسيين، والعلماء الشرعيين الراسخين في العلم، هاتين الدعامتين اللتين يقوم عليهما كل مجتمع مسلم قوي متماسك، واللتين قامت عليهما هذه المملكة الغالية منذ ظهورها على يد الإمام محمد بن سعود والشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمهما الله تعالى.
ولا شك أن الكلمة لها مسؤوليتها الجسيمة، ولها أهميتها ووقعها من خلال ما تترك من آثار حسنة أو سيئة، سواء على الفرد نفسه، أو على المجتمع بأكمله.
ومن هنا جاء التنويه بها في القرآن الكريم، فضرب الله بها مثلاً فقال: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (٢٤) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (٢٥) وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ}.