تسعى للحفاظ على دين المجتمع، وأمنه، وأخلاقه، وتُحارِبُ الجرائم والمنكرات، وتَأْخُذُ بأيدي السفهاء، وأرباب الفساد، والمتلاعبين بأعراض الناس.
وكم من كلمة ظهرتْ عليها ملامح الحقد والبغضاء لأهل الخير والصلاح، تثير الرِّيَبَ في النفوس، وتكيل التهم والشتائم والسباب، والوصمَ بالتخلّف والتحجّر والتشدّد.
وكم من كلمة صدرت من غير أهلها، يخوض بها صاحبُها فيما ليس من شأنه، ولا مجال تخصصه لا من قريب ولا من بعيد، لا يفهم دقائقه وغوامضه، ولا يحيط بمصطلحاته، ولا يعي مراميه، يريد بها مناقضة الشامخين والراسخين في العلم الذين لا يتكلمون إلا عن علم مؤصَّل مُتْقَن، ودليل صريح محكَم، وفهم دقيق، ورأي سديد، ونظرة ثاقبة بعيدة.
وكم من كلمة تفوّه بها صاحبُها، ولو سكت كان خيرًا له؛ لأن:«من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه»(١).
وكم من كلمة خرجت من غير رويّة، لو تَأَمَّلها صاحبُها، لأدرك أنها تؤدي به إلى مهاوي الهلاك، والعذاب، كما سبق في الحديث النبوي الشريف.
وكم من كلمة جاءت محقِّقةً لأحلام الأعداء، ومنفِّذةً لمخططاتهم
(١) سنن الترمذي الزهد (٢٣١٧)، سنن ابن ماجه الفتن (٣٩٧٦).