وليس كل من وجد وعلم خطأ لأفرادٍ منسوبين لجهاز مسؤول، يحفل تاريخُه بالإنجازات القيّمة، والحسنات والإيجابيات الكبيرة، أن يَسْتَغلّ ذلك الخطأ أو الحدث ويُشَهِّرَ به ويهوّله؛ للنيل من سمعة هذا الجهاز، وهدْم منجزاته، والحطّ من قدره، وإزالة هيبته من نفوس الناس، لانتزاع ثقتهم فيه.
وليس كل من قدر على أن يمسك القلم بيده ويسطّر به، أن يكتب في كل صغيرة وكبيرة، ويُقحِم بنفسه في كل شأنٍ وكل قضية، ويجعل قولَه رأيًا آخر في المسألة، بغيةَ نيل الشهرة، وحبّ التصدّر، وفقًا للمثل السائر:(خالِفْ تُعرَفْ). . .
ثم لما كانت وسائل الإعلام بمختلف أنواعها من أكبر أوعية نشر الكلمة، وأقواها تأثيرًا؛ نظرًا لكثرتها، وسرعة انتشارها، وتوفرها لدى جميع الناس بيسر وسهولة، فإننا نهيب بكل من يكتب ويتكلم في تلك الوسائل الإعلامية أن يتقوا الله فيما يقولون ويكتبون، وأن يحذروا أسلوب التهويل والتضخيم والإثارة، وأن يلتزموا أمانة الكلمة، وأن يعرفوا لأهل الفضل فضلهم، ولأهل الاختصاص مجالهم وتخصصهم.
كما نهيب بالقائمين على تلك الوسائل أن يوظفوها لبناء وإعداد