للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال: {حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ} (لقمان: ١٤)، المقصود أن العقوق من الكبائر، ومن الجرائم، ولا يتجرأ عليه إلا ضعيف الإيمان، وبعض الجهلة وضعاف النفوس حمله العقوق بأن جعل والديه في دور العجزة والمسنين، وبعضهم ربما يهينهم ويذلهم، أو يضر بهم، ويشتمهم، وربما يخاطبهم بخطاب سيء وعبارات بذيئة كل هذا مخالف للشرع، ولهذا قال الله تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلا كَرِيمًا (٢٣) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّي ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} (الإسراء: ٢٣ - ٢٤)، فنهى عن الأف الذي هو أقل الكلام، وتعني التضجر والملل، وأمر بالرحمة والإحسان، {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ} (الإسراء: ٢٤)، ثم أمره أن يدعو الله لهما لأنه مهما بذل لن يستطيع الوفاء، فقال: {وَقُلْ رَبِّي ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} (الإسراء: ٢٤).