ج: النوازل يجب أن تطرح على الهيئات العلمية المختصة الذين لهم اختصاص في الشريعة ومعرفة بالأدلة من الكتاب والسنة، وأما أن نتلقى الفتاوى في كل نازلة من أي الجهات وإن كانت هذه الجهة غير موثوق بها فهذا لا يجوز؛ لأن بعض الجهات تدعي العلم، وقد لا يكون عندها علم، ويكون عندها فقط مجرد ثقافة عامة فيظنون أن هذا كافٍ في الاجتهاد في النوازل التي لا خبرة لهم بها، ولا قدرة لهم على التعامل معها، ولهذا قال الله جل وعلا:{وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ}(النساء: ٨٣)، فالواجب على أولئك الهيئات والمجمعات أن يرجعوا الأمور إلى أهلها، وألاّ يضلوا الناس ويفتونهم بغير علم، وأن يسألوا أهل العلم، والله يقول:{فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ}(النحل: ٤٣).