للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وإنما يدورون على التعطيل (١)

وقال أيضًا في رسالته إلى أهل نَيْسابُور (٢) مَن زعم أنَّ حروف الهجاء مخلوقةٌ فهو كافر؛ ولأنه سلك طريقًا إلى البدعة. قال: ومتى قال بذلك حكم بأن القرآن مخلوقٌ. وذكر نصوصًا عن الإمام أحمد في ذلك (٣)

وقال ابنُ البنا - أظنه في الياقوتة -: كلامُ الله تعالى حرفٌ مفهوم وصوت مسموع، لا مِن جنس حروفنا وأصواتنا كسائر صفاته الذي لذاته. نص عليه أحمد.

وكلامُ الأصحاب في ذلك كثير، وقد أشرنا إلى بعض أماكنه. فمن أراده، فليطلُبه من هناك.

ولعمري، لو استقصينا في ذكر أدلة ما ذهب إليه الإمامُ أحمد وأصحابُه، وغيرهم من أهل السنة والجماعة في المسألة المذكورة نقلاً وعقلاً، لضاق به ناضر الأوراق. لكن ما لا يُدرك بكُلِّيته


(١) ينظر: عبد الله بن أحمد بن حنبل، كتاب السنة ١/ ١٣٢. ') ">
(٢) نيسابور: مدينة في خراسان، تقع الآن شرق إيران على حدود تركمنستان. ينظر: ياقوت الحموي، معجم البلدان ٥/ ٣٣١، وأطلس العالم.
(٣) ينظر: الإمام أحمد، الرد على الزنادقة والجهمية ٢٧٦. واللالكائي، أصول الاعتقاد ٢/ ٢٦٢. ') ">