للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أما بعد:

فإنه مما يثلج الصدر، ويُفرِح النفس، ويبعث على الأمل؛ أن نرى شباب المسلمين - ثبَّتهم الله وحفظهم من كلِّ كيدٍ يُراد بهم - يعودون صادقين إلى دينهم، يُقْبِلون عليه مستمسكين بتعاليم كتابهم وهدي نبيِّهم، صلى الله عليه وسلم، فتراهم يبحثون عن الحقِّ، ويتحرَّون الصواب - قَدْر الوسع والطاقة - في أمور دينهم.

[أهمية البحث]

ولما كانت الصلاةُ - وهي فريضة رب العالمين على عباده المؤمنين - عمودَ الدِّين وصلةً بين العبد وربِّه - تبارك وتعالى- ومظهرَ العبودية الخالصة لله سبحانه، فإنَّ كثيرًا منهم - لحرصهم وصدقهم - يثيرون أسئلةً حول بعض أحكامها، ويريدون الوصول إلى حكمٍ مؤيَّد بالدليل الشرعيِّ الصحيح؛ إذْ لا قيمة لحكمٍ مما لم يستند إلى دليلٍ شرعيٍّ، وبهذا تستريح النفوس وتطمئنُّ القلوب.

وفي فورة هذه الحماسة الصادقة، تراهم في بعض الأمور، التي اختلفت فيها أنظار العلماء من السَّلف الصالح - رحمهم الله- ومنذ عهد الصحابة - رضوان الله تعالى عليهم - يميلون إلى رأيٍ