للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهذا شاهد قويٌّ للحديث السابق، وهو ييد أنَّ الاعتداد بالسجود واحتسابه لإدراك الركعة إنما يكون بإدراك الركوع، وهذا مفهوم قوله عليه الصلاة والسلام: «وَلا تَعْتَدُّوا بالسُّجُودِ إذا لم تُدْرِكُوا الرَّكعَةَ». بل إن بعض ألفاظ الحديث جاءت صريحة في ذلك؛ فقد نقله كثير من الفقهاء بلفظ: «مَنْ أَدْرَكَ الرُّكُوعَ فَقَدْ أَدْرَكَ الرَّكْعَةَ» (١).


(١) انظر: ((فتح الباري)) لابن رجب الحنبلي:٧/ ١١٦، ((حاشية الشلبي على تبيين الحقائق للزيلعي)): ١/ ١٨٥، ((فصل الخطاب في مسألة أم الكتاب)) للعلامة محمد أنور شاه الكشميري، ص (٨٣)، ((منار السبيل في شرح الدليل)) لابن ضويان:١/ ١١٩، ((إرواء الغليل)) للألباني:٢/ ٢٦٠. ومن المعلوم لطلاب العلم والباحثين والمشتغلين بكتب الحديث: أنَّ كتب ((السنن)) لها روايات متعددة، والمطبوع المتداول منها هو بعض هذه الروايات، فلا يصحُّ ردُّ النقل لبعض الألفاظ الحديثية عن تلك الكتب ما لم نستقرِ تلك النسخ والروايات التي لا تزال مخطوطة، فإن الذين نقلوا تلك الألفاظ من العلماء الأثبات المطَّلعين والمشتغلين بالفقه والحديث، والله أعلم.