بقلم الدكتور صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان (١).
الحمد لله رب العالمين، شرع لعباده وأباح لهم من المكاسب والمنافع ما تقوم به مصالحهم، وتبنى عليه مجتمعاتهم، وتنمو به اقتصادياتهم، مما يتوفر به لهم الخير عاجلا وآجلا. وحرم عليهم المكاسب الخبيثة والمعاملات المحرمة التي تفسد أخلاق الفرد وتهدم بناء المجتمع وتلوث الاقتصاد.
ومما أباحه الله من المكاسب وفي طليعة ذلك البيع - ومما حرمه الله من المكاسب بل هو في طليعة المحرمات الربا، وقد آثرت أن أكتب عن هذين النوعين من المعاملات متوخيا النقاط التالية: تعريف البيع، حكمه، الحكمة في مشروعيته، تعريف الربا، حكمه، المقارنة بينه وبين الصدقة، الحكمة في تحريمه، أنواعه، بيان الأشياء التي يدخلها، الوسائل المفضية إليه، ماذا يفعل من تاب منه.
ويلاحظ أنني ركزت على الربا أكثر وذلك لعظيم ضرره وبالغ خطره، وكثرة الوقوع فيه، خصوصا في عصرنا هذا الذي طغت فيه المادة، واستولى الطمع والجشع والشح على قلوب كثير من الناس مما يوجب على العلماء عموما وعلى الباحثين خصوصا أن يوجهوا عنايتهم، ويسخروا أقلامهم ويضمنوا
(١) ورد لكاتب البحث ترجمة في العدد السابع من المجلة، صفحة - ٢٣٨ -