للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بألسنتنا، نعصي بأسماعنا، نعصي بأبصارنا، نعصي، ونعصي .. نسأل الله أن يتجاوز عنا، أما آثار المعاصي فيقول السلف: إني لأعصي الله فأعرف ذلك في خلق دابتي وامرأتي، هذه هي القلوب الحية النيرة التي تحس بالذنب، أما حالتنا ربما نعصيه ولا نحس بالمعصية لضعف الإيمان، أما أولئك فقوة الإيمان تجعلهم يشعرون بآثار المعصية وإن قلَّت، ويلومون أنفسهم فإن المؤمن يلوم نفسه ويندم على ذنبه، ولعظم هذه النفس وشرفها أقسم الله بها، قال تعالى: {لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ (١) وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ}. لقد ذكر ابن القيم في كتابه الجواب الكافي هذا الموضوع، وقال إن للمعصية أثرًا على العبد في بيته، وفي ماله، وفي أهله، وفي أعماله كلها ولكن لا يشعر بهذا إلا أصحاب البصائر الذين لهم قدم صدق عند ربهم. لهذا قال الله تعالى: {وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا}، فقال العلماء إن صلاح الآباء وتقواهم إنما يكون إن شاء الله سببًا في صلاح الأبناء واستقامتهم، فصلاح الآباء واستقامتهم يجعل الله لذلك أثرًا طيبًا في ذريته وفي جميع شؤونه كلها، وفي الحديث «احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك» أخرجه الترمذي وقال حديث حسن صحيح.