يتبين لك ذلك فالأصل الحِل إلا إذا كان عندك بيِّنة تدل على أن هذا المال الذي دفعه الزوج مال حرام، ومعلوم يا أختي أن من أسباب إجابة الدعاء البعد عن الحرام أكلاً وملبسًا ومشربًا، يقول صلى الله عليه وسلم «لما ذكر رجلاً يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب يا رب قال: "ومأكله حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام؛ فأنى يستجاب لذلك»(١)؛ فالنبي استبعد أن يجيب الله دعاء من يدعوه وهو واقع في الحرام أكلاً، ولبسًا، وغذاء. إن هذه الأشياء تمنع إجابة الدعاء؛ فالذي يريد أن يستجيب الله دعوته يتخلص من أكل الحرام؛ لأن الله يقول:{يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ}، قال العلماء: أمر بالأكل من الطيبات قبل العمل؛ لأن الأكل الحلال يعين على العمل الصالح، والحرام يثبط الأعمال الخيّرة.
(١) صحيح مسلم الزَّكَاةِ (١٠١٥)، سنن الترمذي تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ (٢٩٨٩)، مسند أحمد (٢/ ٣٢٨)، سنن الدارمي الرِّقَاقِ (٢٧١٧).