للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولسوء هذا المسلك أغلظ العلماء في وصف فاعله، والتشنيع عليه، حتى اشتهر بينهم القول بأن: "من تتبع الرخص تزندق".

قال الإمام الذهبي رحمه الله تعالى: "من تتبع رخص المذاهب وزلات المجتهدين فقد رَقّ دينه" (١)

وقال إسماعيل القاضي رحمه الله تعالى: "دخلت مرة على المعتضد فدفع إلي كتابًا، فنظرت فيه؛ فإذا قد جُمِعَ له فيه الرخص من زلل العلماء، فقلت: مصنف هذا زنديق!، فقال: ولِمَ؟، قلت: لأن من أباح المسكر لم يبح المتعة، ومن أباح المتعة لم يبح الغناء، وما من عالم إلا وله زلة، ومن أخذ بكل زلل العلماء ذهب دينه؛ فأمر بالكتاب فأحرق" (٢)

وجاء عن الإمام الأوزاعي رحمه الله تعالى أنه قال: "من أخذ بقول المكيين في المتعة، والكوفيين في النبيذ، والمدنيين في الغناء، والشاميين في عصمة الخلفاء، فقد جمع الشر. وكذا من أخذ في البيوع الربوية بمن يتحيل عليها، وفي الطلاق ونكاح التحليل بمن توسع فيه، وشبه ذلك فقد تعرض للانحلال" (٣)


(١) سير أعلام النبلاء ٨/ ٩٠. ') ">
(٢) ينظر: البحر المحيط ٦/ ٣٢٦ - ٣٢٧. ') ">
(٣) ينظر: سير أعلام النبلاء ٨/ ٩٠. ') ">