للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مقاصد الشارع في ذلك المعنى الذي اجتهد فيه؛ والوقوف دون أقصى المبالغة في البحث عن النصوص فيها، وهو وإن كان على غير قصد ولا تعمد؛ وصاحبه معذور ومأجور، لكن مما ينبني عليه في الاتباع لقوله فيه خطر عظيم" (١)

وليعلم أن عامة ما يدعو إلى التعلق برخص الفقهاء والمفتين؛ وتتبع زلاتهم هو السعي لتحقيق شهوات النفس؛ واستجلاب رضا العامة والخاصة؛ وقد قال الله عز وجل: {وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ}، وقال عز شأنه: {إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلا مَا رَحِمَ رَبِّي}.

قال الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله تعالى: "فالحذر يا عبد الله أت تبني مجدك وحياتك على العز الكاذب؛ بنشر الشذوذ والترخص الفاسد؛ مبررًا للواقع الآثم سعيًا وراء الحظ الزائل. فقد نزل أناس عن كراسي العزة وزالوا، وكأنهم ما كانوا، وبقيت واقعاتهم على اختلاف طبقاتهم قصصًا تتلى للاعتبار. فاحذر أن تطوى في


(١) الموافقات ٥/ ١٣٥ - ١٣٦. ') ">