للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في الظاهر، حتى يستوي ظاهره وباطنه في الفراغ من الدنيا (١) (٢) ٠

وبخصوص نشأة التصوف، فإن لابن رجب رحمه الله تحليلا دقيقا لنشأته، وتطور مراحله، وانتهائه إلى المقالات الإلحادية.

فقد ذكر رحمه الله أن الأغلب على القرون الثلاثة المفضلة الجمع بين العلم والعمل، وتعلم شرائع الإسلام الظاهرة، وحقائق الإيمان الباطنة، ولم يكن قد ظهر الفرق بين مسمى الفقهاء وأهل الحديث، ولا بين علماء الأصول والفروع، ولا بين الصوفي والفقير والزاهد، وإنما انتشرت هذه الفروق بعد القرون الثلاثة، وإنما كان السلف يسمون أهل العلم والدين: القراء، ويقولون: يقرأ الرجل إذا تنسك (٣)

ثم إن أول من أظهر الكلام في المحبة، والشوق، وجمع الهمة، وصفاء الفكر، وتكلم به على رؤوس الناس أبو حمزة


(١) ينظر: شرح حديث (ما ذئبان جائعان) ضمن مجموع الرسائل ١/ ٨٠.
(٢) ينظر: شرح حديث (ما ذئبان جائعان) ضمن مجموع الرسائل ١/ ٨٠. ') ">
(٣) ينظر: مقدمة تشتمل على أن جميع الرسل كان دينهم الإسلام، ضمن مجموع الرسائل ٢/ ٥٦٠ - ٥٦١، والحكم الجديرة بالإذاعة، ضمن مجموع الرسائل ١/ ٢٤٨، ويراجع: مجموع الفتاوى ١١/ ٥ ويقول الإمام البخاري رحمه الله: "كان القراء أصحاب مجلس عمر ومشاورته كهولا كانوا أو شبابا". صحيح البخاري: كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة، باب الاقتداء بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم ١٢٥٣ رقم ٧٢٨٦، قال الحافظ ابن حجر في معنى القراء: "المراد بهم العلماء - بالكتاب والسنة - العباد". فتح الباري ١٣/ ٢٧١، وينظر منه: ١٣/ ٢٧٢.