للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأنبياء، وأنهم واقفون مع الحقيقة، ولا يتقيدون بالشريعة.

ثم دخل في القوم من كان في صدره النفاق كامنا من أنواع الحلولية والإباحية، فعظم الخطب، واشرأب النفاق (١)

ومن العرض المتقدم ينجلي للناظر دقة ابن رجب - رحمة الله عليه - واستقراؤه التام للتصوف وتطوره، وهذا المعنى يهمنا جدا استحضاره ونحن نتتبع نقد ابن رجب للمتصوفة، فإن له رحمه الله في مواضع متعددة ثناء على بعض رجالات التصوف، وأحوالهم، والاعتذار لهم (٢) وهذا المنهج قد يكون للناظر مجال في نقده ومراجعته، وبوقوفنا على إحاطة ابن رجب لتاريخ التصوف نعلم أنه رحمه الله لم يثن إلا على من يراه صادقا في دعواه، وإن أخطأ الطريق السوي.

ولا يخفى أن الاجتهاد في تقويم الرجال مجاله واسع، إن


(١) ملخص من استنشاق نسيم الأنس ضمن مجموع الرسائل ٣/ ٣٨٩ - ٣٩٣، ويراجع: الاستقامة ٢/ ١٥، ٢٢، ومجموع الفتاوى ١١/ ٥ - ٧، ومظاهر الانحرافات العقدية ١/ ٣٤.
(٢) سيأتي أمثلة على ذلك في مباحث الدراسة، وينظر مثلا: لطائف المعارف ٣٠٣ - ٣٠٤، ورسالة مقدمة تشتمل على أن جميع الرسل دينهم الإسلام ضمن مجموع الرسائل ٢/ ٥٦٠.