للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يقف الناظر في سير بعض العباد والمتصوفة على كلام لهم مفاده رضاهم بقضاء الله عليهم أيا كان هذا القضاء، ودعواهم قبول أنواع البلاء والعذاب؛ رضا بقضاء الله وقدره.

قيل لسليمان بن أبي سليمان الداراني: إن أهل النار يقولون: إلهنا ارض عنا، وعذبنا بأي نوع شئت من عذابك، فإن غضبك أشد علينا من العذاب الذي نحن فيه؟

قال سليمان: ليس هذا كلام أهل النار، هذا كلام المطيعين لله، فحُدث بذلك أبوه (١) (٢) فقال: صدق سليمان (٣)

ويقول أبو سليمان: "إن أدخلني النار أخبرت أهل النار أني كنت أحبه" (٤)


(١) تقدمت ترجمته.
(٢) تقدمت ترجمته. ') ">
(٣) نقله ابن رجب في التخويف من النار ١٩٣ - ١٩٤، ولم أهتد إلى تخريجه، وقد علق عليه ابن رجب بقوله: "وما قاله حق، فإن أهل النار جهال؛ لا يتفطنون لهذا، وإن كان في نفسه حقا، وإنما يعرف هذا من عرف الله وأطاعه، ولعل هذا صدر من بعض من يدخل النار من عصاة الموحدين".
(٤) ينظر: فضل علم السلف ضمن مجموع الرسائل ٣/ ٨٦، ويراجع: حلية الأولياء ٩/ ٢٥٥. ') ">