للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أورد الحافظ ابن رجب رحمه الله بعضا من الشبه التي يتعلق بها أصحاب السماع، ومنها:

الشبهة الأولى (١) دعواهم أن السامع منهم لا ينظر إلى حظ نفسه، فإنها في هذه الحال قد ماتت، وهواه قد فني.

والجواب عن هذه الشبهة: أن صاحب هذه الدعوى بأن نفسه ماتت، وهواه فني، إنما يشير بما يسمعه إلى معرفة الله، ومحبته، وخشيته، وهو في هذه الدعوى بمنزلة من ينظر إلى الصور الجميلة المفتنة، ويدعي أن فتنته ماتت، وأنه إنما ينظر إليها؛ لكي يعتبر ويستدل بحسن الصنعة وكمالها على عظمة صانعها وكماله، وكل ذلك محرم بلا ريب، وأكثر من يدعي ذلك كاذب في دعواه، ومنهم من هو ملبوس عليه.

وقد تقدم في الوجه الثامن من المقام الثاني أن صاحب هذه الدعوى قد اشتبه عليه حظ نفسه وهواه بحظ روحه وقلبه، أو اختلط عليه الأمران فيجتمعان له جميعا، وهو يظن أن حظ نفسه وهواه فني، وليس كذلك.

الشبهة الثانية (٢) دعوى بعض من يسمع منهم، ويقول هي له


(١) ينظر في الشبهة وجوابها: نزهة الأسماع ضمن مجموع الرسائل ٢/ ٤٦٥، ٤٦٦. ') ">
(٢) ينظر في الشبهة وجوابها: نزهة الأسماع ضمن مجموع الرسائل ٢/ ٤٦٦، وينظر أيضا: شرح حديث (من سلك طريقا) ضمن مجموع الرسائل ١/ ٢٠.