للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وذلك لأن الكثير يتصور حقيقة الخوارق على أنها من جنس القدرة والسلطان في الدنيا الذي يعجز عنه كثير من الناس (١)

ومن هنا كانت الخطورة في أمر هذه الخوارق، فإنه يخشى الفتنة فيها ليس فيما كان باطلا منها، بل حتى فيما كان حقا (٢)

وللشيطان في هذا الباب من المكر والتلاعب الشيء العظيم، حتى فتن من قل علمه، وقد كان بعضهم يمشي الشيطان بين يديه في الليل إلى المسجد بضوء، فمنهم من يفطن لذلك فلا يغتر به، ومنهم من يفتتن به (٣)

وإذا الحال كذلك، فإن لوقوف مع هذه الخوارق، أو العجب بها مهلك، إلا لمن قوي إيمانه، ورسخ في العلم قدمه، وميز بين حقها وباطلها، وعصمه الله منها (٤)

ولذلك تجد العلماء بالله لا تعظم عندهم هذه الخوارق، بل يرون الزهد فيها، وأنها نوع من الفتنة، وبسط الدنيا على العبد،


(١) ينظر: فتح الباري ٢/ ٥٤٥، وشرح حديث (من سلك طريقا) ضمن مجموع الرسائل ١/ ٤٣. ') ">
(٢) ينظر: فتح الباري ٢/ ٥٤٥. ') ">
(٣) ينظر: فتح الباري ٢/ ٥٤٥. ') ">
(٤) ينظر: فتح الباري ٢/ ٥٤٥. ') ">