سبب بكائه، فقال: رأيت اجتماعكم حولي، وقد طابت قلوبكم، فوقع في قلبي لو أن لي شاة ذبحتها ودعوتكم، فما تحكم هذا الخاطر حتى جاء هذا الوحش، فبرك بين يدي، فخيل لي أني مثل فرعون الذي سأل ربه أن يجري له النيل فأجراه له، قلت: فما يؤمنني أن يكون الله يعطيني كل حظ في الدنيا، وأبقى في الآخرة فقير لا شيء لي، فهذا الذي أزعجني (١)
فأحوال هؤلاء العارفين تدل على أنهم لم يكونوا يلتفتون إلى هذه الخوارق، وإنما كان اهتمامهم بمعرفة الله وخشيته، ومحبته والأنس به، والشوق إلى لقائه، وطاعته.
والعلماء الربانيون يشاركون في ذلك، ويزيدون عليهم بالعلم بأمر الله وبدعوة الخلق إلى الله
(١) نقله ابن رجب في شرح حديث (من سلك طريقا) ضمن مجموع الرسائل ١/ ٤٣. ') ">