للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وسياستهم بالحق.

أيها المسلمون: ومن خصائص الإسلام العامة: أنه رسالة عالمية لجميع الخلق ودعوة لجميع الناس في جميع الأزمان والأقطار {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا}.

ومحمد صلى الله عليه وسلم يقول: «وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس كافة» (١) وقال: «والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار» (٢) وبعث صلى الله عليه وسلم رسائل إلى ملوك الأرض يدعوهم إلى الله والإيمان برسالته.

وقد ظهرت هذه العالمية في مختلف جوانب الدين وتعاليمه:

فمن مظاهر عالمية الإسلام: أنه وصف الإله بأنه رب العالمين، ودعا إلى توحيد الله في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته، والإيمان بجميع الرسل، ووحدة العقيدة، وقد دخل في رحاب هذه العقيدة شعوب وأقوام على اختلاف ألوانهم وأجناسهم ولغاتهم، فأقام الإسلام أمة واحدة في أرقى صورها، بعيدة عن الوثنية وعبادة غير الله، وعن الظلم والفساد.


(١) رواه البخاري في صحيحه ١/ ١٦٨، ح٤٢٧.
(٢) رواه مسلم في صحيحه ١/ ١٣٤، ح٢٤٠ (١٥٣).