للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

{أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ}: يعني أخرجت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة وقال: {سَبْعَ سَنَابِلَ} ولم يقل سبع سنبلات جمع قلة، لأن في ذلك تهييجا على الإنفاق، وفيه توسع فيستعمل كل من البناءين مكان الآخر، ولعل الحكم لما عم تضمن معنى الكثرة فحسن بناء الكثرة.

{أَنْبَتَتْ} المنبت هو الله ولكن الحبة لما كانت سببا أسند إليها الإنبات. " وفي هذه الآية إحضار لصورة المضاعفة بهذا المثل الذي كان العبد يشاهده ببصره فيشاهد هذه المضاعفة ببصيرته، فيقوي شاهد الإيمان مع شاهد العيان، فتنقاد النفس مذعنة للإنفاق سامحة به مؤملة لهذه المضاعفة الجزيلة والمنة الجليلة (١)

وقد ضرب الله - عز وجل - المثل بالزرع، لأهمية الزرع جاء في الصحيحين عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال «ما من مسلم يغرس غرساً أو يزرع زرعاً فيأكل منه إنسان أو طير أو بهيمة إلا كانت له صدقة» (٢)


(١) تفسير السعدي ١١٣. ') ">
(٢) صحيح البخاري مع الفتح ٥/ ٣ كتاب الحرث والمزارعة، باب فضل الزرع والغسل، ١٠/ ٤٣٨ وفي الأدب، باب رحمة الناس والبهائم. ومسلم ٥/ ٢٧ في المساقاة، باب فضل الغرس والزرع، والترمذي في الأحكام، باب ما جاء في فضل الغرس رقم (١٣٨٢).